توريس ( الفاجعة الكبرى)
# حب – تسامح – وسلام
الموت فينا و فيكم الفزع
رب الموت كالحياة تماماً
يجب أن لا نبكي على توريس انها خير أن نفقده بالموت ولا نفقده وهو حي ، الموت حق وليس كل فتى يبكي عليه اذا يعروه فقدان .
الموت لدى الناس تختلف ؛ فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً ‘و يخيل إليه ان الحياة قد انتهت و ان ذلك العزيز حين رحل أغلق ابواب الحياة خلفه ، و ان دوره في الحياة قد انتهى ، وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات و يكبله احساسه بالإحباط عن التقدم فيخيل إليه أن صلاحيته في الحياة قد انتهت و لم يعد ما يستحق البقاء من اجله .بيننا الكثير من الموتى ، يتحركون ؛ يتحدثون ، يأكلون و يضحكون و لكنهم موتى يمارسون الحياة بلا حياة . و ليس الموت ان تكون جثة هامدة قد فارقتها الحياة .
الحياة حلم يوقظنا منه الموت اذناً الموت فهو الحقيقة الراسخة و الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان و لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحياة و لا حقيقة نتعامل معها و كأنها الوهم مثل الموت .
4/4/2015م منتصف النهار و الخرطوم محترقة بأشعة الشمس الساطعة و يكسوها الغيوم و الأحزان بالسواد، اعلن عن رحيل توريس ، الفاجعة سكنت كل بوابات و محطات المدن ، انتشر الخبر و عم الحزن .
في ذات اليوم خرجنا نحن ( طلس – سيستم – ايوب – اسماعيل – منداس – توريس ) الساعة العاشرة و النصف تقريباً للفطور في دكان محمد في مرسئ و بعد الفطور احدهما قال بأن نذهب بقرب النيل و نتونس شوية ، لكنني غادرتهم الي الداخلية بداعي كنت منشغلاً بتفاصيل البحث ، و بعدها بالنصف الساعة جاء معتز سيستم ، متوتراً و فاجعاً ، يا منداس : توريس غرق !!! لم احتمل شيئ و خرجت مسرعاً صوب النيل ؛هناك وجدتُ اسماعيل و طلس و ايوب و البعض من سكان المرسئ على الشاطي ، و لا آثر لـ توريس سوى احذيته و شورتي و فانيلة تشلسي على مقرب من النيل ، و حينها تأكدت بأنه قد غادر ... نعم غادر دون تلميح ولا وداع غادر باكراً ولكن روحه باقية بيننا تنثر بين الناس الحب ، التسامح - و السلام .